الأخلاق والرياضة

كثيرا ما أثير موضوع الأخلاق الرياضية في المنافسات حينما تحدث وقائع وصدامات وملاسنات حتى .

ومنهم من خفف من حدة الموضوع باستعمال مصطلح ” الروح الرياضية” بدل الأخلاق الرياضية، ورغم أن ” الروح” هنا أخص أو قد لا ترقى إلى ” الأخلاق” فإن هذا الاستعمال يحضر فقط عند إشكالية الانتصار او الهزيمة لفريق او مجموعة او فرد، وعدم الرضى بتحكيم معين أو الحسم في نتيجة ما، لكننا حين نعود إلى مصطلح “الأخلاق” فإننا نجد أن أجرأته تتعلق بالرياضي كفرد، والمدرب كمهمة، والمسير كأداة، والجمهور كوسيط ثقافي، ولنقل الإعلام كبوثقة لهذه التنشئة. فكثيرا ما تفرز له كاميرات الشاشة وبعض القنوات مناظر يندى لها الجبين، يشاهدها الصغار كما الكبار، وتخدش صورة النقاء والجمال الرياضي الذي يخلق المتعة عند المتلقي إلى درجة الانتشاء. ومردّ هذه السلوكات والحركات او الإيماءات هو المحاضن التربوية التي أفرزت لنا رياضيا يحمل هذا النوع من الإعاقة الحقيقية وهو تنافر الجسد الرياضي مع الوعاء الأخلاقي. نتحدث هنا عن: 

التواضع/الرقي/التسامح/الرضى/ضبط النفس/انتقاء الكلمات والألفاظ/التعاون/التنافس  الإنساني ( وكلها ممارسات نلحظها في كثير من المجتمعات او المجموعات الرياضية الحاملة لهذه القيم التي تحسن المظهر والشكل والأداء ليصل صاحبها إلى درجة الإبهار والدهشة، التي يتماهى فيها مع المشاهد والجمهور عامة .

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن القوانين مهما حرصت على ضبط أي رياضة فإنها في الغالب ما تنصب على الجانب التقني أكثر من أي بعد آخر لأنها تفترض أن الرياضي البطل بالقوة وبالفعل له أخلاق. لكن هذه الأخلاق تصطدم مع الأنا، وحب الذات، والفردانية، والاستعلاء الذي لا يمكن ان يضبطه قانون او إجراءات. 

فالرياضة ليست مسؤولة عن انحراف أخلاقي، أو بيئة غير سليمة تخرج فيها الرياضي أو الممارس، وهذا ما نلاحظه في كثير  من المجتمعات الرياضية، والرياضات الجماعية بالأخص، كرياضة كرة القدم مثلا، والتي أفرزت لنا ظواهر خطيرة وصلت حد الإجرام والقتل والعنف والاعتداء على الآخر وممتلكاته .

  • الانعكاسات السلبية على المجتمع: 

لا أحد ينكر الآن ما تعانيه البلدان وحتى المتحضرة منها من جحيم العنف بعد كل نزال كروي تشتم فيه الجماهير والفرق على حد سواء، ليخلف ذلك مآسي كثيرة في محيط وجنبات الحلبات الرياضية. وتمتد هذه الأضرار الى الفقد والإعاقة لدى كثير من الأسر والتجمعات .