حينما يتحدث الرياضي أمام وسائل الإعلام

حينما يتحدث الرياضي أمام وسائل الإعلام، وحينما يقدم تصريحا أو ندوة فإن الجمهور المتلقي ينجذب بقوة إلى طريقة حديث هذا الرياضي، وإدارته للحوار والموضوع، مما يزيد من منسوب التقدير والإعجاب. بعد أن يربط بارعته في التمرين الرياضي والأداءات الحركية ببراعته في الكلام والتواصل والنقاش وثقافته العامة.

فيصير له معجبون من المثقفين وغيرهم ، ليصبح حديث الناس، ولتتهافت عليه القنوات والإذاعات والفضائيات ، لأنه صار مادة إعلامية قابلة للاستهلاك الإيجابي. 

  • منشأ الثقافة لدى الرياضي:

إن البيئة الحاضنة لدى الرياضي هي ثقافية بامتياز، يمكننا تجاوز هذا المعطى تحت أي ذريعة كانت. فالأبطال ينشؤون في حاضنات ثقافية تراعي الهوية والثقافة المجتمعية، من عادات وتقاليد والمام بالتاريخ والجغرافيا، والحضارة، واللغة، واللهجات إلخ… ولعل الرياضي يتناسى في كثير من الأحيان أنه ديبلوماسي حتى النخاع، لأن دوره الدبلوماسي خارج البلد أهم من كثير من الأدوار السياسية التي يمارسها بعض من السفراء. حضور الرياضي في منابر عالمية وهو يرفع علم بلاده يحمل دلالات عديدة، خصوصا لما يتحدث بلغة راقية تحمل رسائل بليغة ومتعددة، تجعل الآخر ينبهر بالأداء وبالحضور الثقافي الذي يستتبعه حضور لهذا البلد والسفر اليه وتتبعه بحثا واستقصاء، ثقافة الرياضي سلاح ناعم يستحضره الفاعلون الرياضيون والمسؤولون عن الشأن الثقافي وذلك عبر وسائط متعددة. وقد لا يغفلون ذلك بإدماج تكوينات في جامعات متنقلة ودامجة يحضرها الرياضيون في كل مكان، ويؤطر ذلك جامعيون ومثقفون وفنانون ومبدعون من خيرة البلد.

فبالإضافة إلى التربصات الرياضية يستحسن أن ترافقها تربصات ثقافية خصوصا عند اقتراب استحقاقات دولية سيضطر فيها الرياضي إلى الحديث والتحدث عن بلده، ليكون ذلك الأداء في المستوى الذي يتوق إليه المجتمع. فالمناولة الثقافية ترقى إلى مستو ى تقديم وتسويق صورة البلد بكل الصور الممكنة والمتاحة، بغية اقناع المتلقي واشباع فضوله ورغبته المعرفية وتحقيق بعد التثاقف الحضاري.

إن الرياضة كوعاءٍ وكأداة حمالة أوجه تتطور بتطور العلوم وبتطور الثقافة أيضا. فزيّ الرياضي وهيئته وحديثه وتمكنه من اللغة يقدم بالقوة وبالفعل مجهود كثير من القطاعات التي ساهمت واشتغلت على صناعة الابطال والرياضيين. فلا يمكن بأي شكل من الأشكال إغفال جانب من هذه الجوانب عند التكوين وعند التحضير. ولعل أهم المحطات المثيرة والمحرجة أحيانا هي سؤال الأجنبي لرياضي عن قضية اجتماعية أو ثقافية أو سياسية حتى!!! ها هنا يحضر البعد الثقافي الذي قد يساعد في حلحلة مشكل ثقافي ما أو ابهام مجتمعي يكون الرياضي فيه هو الوسيط الثقافي الذي يغني وينقح وعاء الآخر.

إنها دينامية مجتمعية متحضرة تعتمد الثقافة كقناة تواصلية تحكي رمز البلد وعراقته وحمولته المتعددة المشارب عبر الرياضي وقدرته على إحداثه للصدمة ال ثقافية في أرقى الأساليب.

ونعود إلى رياضة البريكينغ التي نأمل كثيرا أن تصنع وخصوصا في جامعتنا هذا النموذج الرائع في استدماج الرياضة للبعد الثقافي الذي سيرسم صورة البلد كاملة بصيغة تدشن عهدا جديد للمناولة الرياضية والثقافية لتخريج أفواج

 رياضية قادرة على التأثير.

Categories:

Tags:

No responses yet

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *